عمر الكاتب لا يقاس بعدد سنواته، بل بعدد ساعات قراءته وكتابته وتأمله وكثافة تجربته الحياتية والشعورية. لذلك ليس عدد السنوات هو ما يجب أن يحدد لنا عمر الكاتب، بل قدرته على التجاوز والإدهاش. مات آرثر رامبو في قبل بلوغه سن الأربعين من عمره بعد أن ترك كتابه الشعري "فصل في الجحيم" الذي يعد من أهم المراجع الشعرية العالمية التي أسست للشعر الحديث. كيف استطاع ذلك في سن مبكرة؟ لقد كان يعيش الثانية التي يعيشها الآخرون مجرد ثانية واحدة، يعيشها مضاعفة ثلاث مرات. يعني ذلك أنه لم يكتب "فصل في الجحيم" في التاسعة عشرة من عمره كما هو معروف، بل في السابعة والخمسين على الأقل. أنظر جيدا في عيني الشاعر وستعرف عمره الحقيقي الذي هو عمر التاريخ وعمر الكون، أما العمر بحسب الوثائق والسجلات بالسنة واليوم والشهر والساعة فهذا لن يهم سوى الشرطة وسوى نقاد الدرجة الثالثة.
ّالكاتب محمد بنميلود{}
No comments:
Post a Comment